٢ ـ السّماوات السّبع
كلمة «سماء» تشير إلى جهة عليا ، ولها مفهوم واسع ذو مصاديق مختلفة.ولذلك كان لها استعمالات عديدة في القرآن الكريم :
١ ـ أطلقت أحيانا على «الجهة العليا» المجاورة للأرض كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) (١).
٢ ـ وعنى بها القرآن تارة المنطقة البعيدة عن سطح الأرض : (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً) (٢).
٣ ـ عبّر القرآن بها في موضع آخر عن (الغلاف الجوي) المحيط بالأرض :(وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) (٣). لأن هذا الغلاف يقي الكرة الأرضية من الصخور السماوية (النيازك) التي تتجه إلى الأرض ليلا ونهارا بفعل جاذبية الأرض ، لكن اصطدام هذه الصخور بجوّ الأرض يؤدي إلى اشتعالها ومن ثم تحوّلها إلى رماد.
٤ ـ وأراد القرآن بالسماء في موضع آخر (الكرات العليا) : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) (٤).
نعود الآن إلى «السماوات السبع» لنرى ما المقصود من هذا العدد. تعددت آراء المفسرين والعلماء المسلمين في ذلك.
١ ـ منهم من قال إنها السّيارات السّبع (٥) في اصطلاح الفلكيين القدماء : أي
__________________
(١) إبراهيم ، ٢٤.
(٢) ق ، ٩.
(٣) الأنبياء ، ٣٢.
(٤) فصلت ، ١١.
(٥) منهم من قسّم كرات المنظومة الشمسية العشر (تسع سيارات معروفة إضافة سيارة كانت موجودة بين المريخ والمشتري ، ثم تهشمت وظلت بقاياها تدور في نفس المدار) إلى مجموعتين : مجموعة تحت مدار الأرض (عطارد والزهرة) ومجموعة خارج مدار الأرض وفوقه ، وهي سبع سيارات. ولعلهم بهذا أرادوا تفسير السماوات السبع بالكرات السبع الخارجية. (تأمل بدقة).