والحمد ، والتقديس ، أمّا التسبيح والحمد فمعنا هما واضح ، وهو تنزيه الله عزوجل من كل نقص والاعتراف له بكل كمال وجمال. أمّا ما هو معنى التقديس؟ البعض يرى أنه عبارة عن تنزيه الله عزوجل عن كل نقص ، وهو معنى التسبيح المتقدم.ولكن آخرين ذهبوا إلى ان التقديس من مادة «قدس» أي تطهير الأرض من الفاسدين والمفسدين ، أو تطهير النفس من كل رذيلة ، أو تطهير الجسم والروح لله.والشاهد على ذلك كلمة «لك» ، في جملة «نقدس لك» لأن الملائكة لم يقولوا «نقدسك» بل «نقدس لك» ، أي تطهر المجتمع والأرض لك.
وفي الحقيقة أن مرادهم هو القول بأن الهدف إذا كان هو الطاعة والعبودية فنحن على أتمّ الاستعداد. ولو كان هو العبادة فنحن في هذه الحالة دائما ، وإذا كان المقصود هو تطهير النفس أو تطهير الأرض فسوف ننفذ هذا الأمر. في حين أن الإنسان المادي مضافا إلى فساده. فإنّه يفسد الأرض.
ومن أجل أن تتضح الحقيقة للملائكة أقدم الله سبحانه على هذه التجربة ليعلموا الفرق الشاسع بينهم وبين آدم عليهالسلام.
الملائكة في بودقة الاختبار
كان آدم يملك ـ بفضل الله ـ قابلية خارقة لفهم الحقائق ، وشاء الله أن ينقل هذه القابلية من مرحلة القوّة إلى مرحلة الفعل ، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله :(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها).
اختلف المفسرون في تفسير «تعليم الأسماء» ، ومن المؤكد أن المقصود من ذلك ليس هو تعليم الأسماء دون المعاني. فذلك لا يكسب آدم فخرا بل المقصود هو معاني الأسماء والمفاهيم والمسميات.
هذا العلم بالكون وبأسرار الموجودات وخواصها ، كان مفخرة كبيرة لآدم طبعا.