٥ ـ لماذا خلق الشيطان؟!
يثار أحيانا سؤال عن سبب خلق هذا الموجود المضل المغوي. وفي الجواب نقول :
أوّلا : لم يخلق الله الشيطان ، شيطانا. والدليل على ذلك وجوده بين ملائكة الله وعلى الفطرة الطاهرة. لكنه بعد تحرره أساء التصرف ، وعزم على الطغيان والتمرّد.إنه إذن خلق طاهرا ، وسلك طريق الانحراف مختارا.
ثانيا : وجود الشيطان لا يسبب ضررا للأفراد المؤمنين ، ولطلاب طريق الحق ، في منظار نظام الخليقة. بل إنه وسيلة لتقدمهم وتكاملهم ، إذ إن التطوّر والتقدّم يتم من خلال صراع الأضداد.
بعبارة أوضح : قوى الإنسان وطاقاته الكامنة لا تتأهب ولا تتفجر إلّا حينما يواجه الإنسان عدوا قويا. هذا العدو يؤدّي إلى تحريك طاقات الإنسان وبالتالي إلى تقدّمه وتكامله.
الفيلسوف المعاصر «توينبي» يقول : «لم تظهر في العالم حضارة راقية إلّا بعد تعرّض شعب من الشعوب إلى هجوم خارجي قوي. وهذا الهجوم يؤدي إلى تفجير النبوغ والكفاءات ، لصنع مثل هذه الحضارة».
* * *