الآية
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠))
التّفسير
ذكر النّعم الإلهية
مرّت بنا في الآيات السابقة قصّة خلافة آدم في الأرض ، وموقف الملائكة منه ، ثم نسيانه العهد الإلهي وهبوطه إلى الأرض ، وبعد ذلك توبته.
ومن أحداث قصّة آدم عليهالسلام ، اتضح أن الساحة الكونية تنطوي دوما على قوتين : قوّة الحق وقوّة الباطل. وهاتان القوتان متقابلتان ومتصارعتان ، ومن اتبع الشيطان في هذا الصراع فقد اختار طريق الباطل ، ومصيره الابتعاد عن الجنّة والسّعادة ، ومعاناة المصائب والآلام ، ومن ثمّ الندم. ومن التزم بأوامر الله ونواهيه وتغلب على وساوس الشيطان وأتباعه ، فقد سار على طريق الحق ، وابتعد عن نكد العيش وضنكه وآلامه.
لمّا كانت قصّة بني إسرائيل ابتداء من تحررهم من السيطرة الفرعونية واستخلافهم في الأرض ، ومرورا بنسيان العهد الإلهي ، وانتهاء بسقوطهم في حضيض الانحراف والعذاب والمشقة ، تشبه إلى حد كبير قصة آدم ، بل هي فرع