٤ ـ التّأكيد على تلاوة هذه السّورة ـ ممّا تقدم نفهم سبب تأكيد السّنة بمصادرها الشيعية والسنّية على تلاوة هذه السّورة ـ فتلاوتها تبعث الروح والإيمان والصفاء في النفوس،وتقرّب العبد من الله ، وتقوّي إرادته ، وتزيد اندفاعه نحو تقديم المزيد من العطاء في سبيل الله ، وتبعده عن ارتكاب الذنوب والانحرافات. ولذلك كانت أمّ الكتاب صاعقة على رأس إبليس كما ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام: «رنّ إبليس أربع رنّات،أوّلهنّ يوم لعن ، وحين أهبط إلى الأرض ، وحين بعث محمّد صلىاللهعليهوآله على حين فترة من الرّسل،وحين نزلت أمّ الكتاب»(١).
كلّ واحدة من الآيات السبع في هذه السّورة تشير إلى حقيقة هامّة :(بِسْمِ اللهِ)...بداية لكلّ عمل ، وتعلّمنا الاستمداد من الباري تعالى لدى البدء بأي عمل.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) درس في عودة كلّ نعمة ورعاية إلى الله تعالى ، وإلفات إلى حقيقة انطلاق كلّ هذه المواهب من ذات الله تعالى.
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) تبيّن هذه الحقيقة ، وهي : إنّ خلق الله ورعايته وحاكميته تقوم على أساس الرّحمة والرّحمانية ، وهذا المبدأ يشكّل المحور الأساس لنظام رعاية العالم.
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) استحضار للمعاد ويوم الجزاء ، ولحاكمية الله على تلك
__________________
(١) نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٤.