٢ ـ هذه الآية تجيب على سؤال عرض لكثير من المسلمين في بداية ظهور الإسلام ، يدور حول مصير آبائهم وأجدادهم الذين لم يدركوا عصر الإسلام ، ترى ، هل سيؤاخذون على عدم إسلامهم وإيمانهم؟!
الآية المذكورة نزلت لتقول إن كل أمّة عملت في عصرها بما جاء به نبيّها من تعاليم السماء وعملت صالحا ؛ فإنها ناجية ، ولا خوف على أفراد تلك الامّة ولا هم يحزنون.
فاليهود المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور المسيح ، والمسيحيون المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور نبي الإسلام.
وهذا المعنى مستفاد من سبب نزول هذه الآية كما سيأتي.
بحوث
١ ـ قصّة سلمان الفارسي رحمهالله
إكمالا للبحث ، لا بأس أن نذكر هنا سبب نزول هذه الآية كما جاء في جامع البيان للطبري :
«كان سلمان من جنديسابور ، وكان من أشرافهم ، وكان ابن الملك صديقا له مؤاخيا ، لا يقضي واحد منهم أمرا دون صاحبه. وكانا يركبان إلى الصيد معا. فبينما هما في الصيد ، إذ بدا لهما بيت من خباء ، فأتياه فإذا هما فيه برجل بين يديه مصحف ، يقرأ فيه ، وهو يبكي.
سألاه : ما هذا؟
قال : إن كنتما تريدان أن تعلما ما فيه فانزلا ، حتى أعلّمكما. فنزلا إليه.
فقال لهما : هذا كتاب من عند الله ، أمر فيه بطاعته ، ونهى عن معصيته ، فيه ان لا تزني ولا تسرق ولا تأخذ أموال النّاس بالباطل ، فقص عليهما ما فيه ، وهو