وهذا رمز آخر للنجاح ، حين تبدأ الأعمال باسم الله.
مهما أطلنا الحديث في تفسير هذه الآية فهو قليل ، فالمعروف عن عليّ عليهالسلام أنّه بدأ يفسّر لابن عباس آية البسملة في أول الليل ، فأسفر الصبح وهو لم يتجاوز تفسير الباء منها، غير أنّنا ننهي البحث بحديث عنه عليهالسلام ، وستكون لنا بحوث أخرى في هذا الصدد خلال بحوثنا القادمة.
دخل عبد الله بن يحيى على أمير المؤمنين عليهالسلام وبين يديه كرسيّ فأمره بالجلوس عليه فجلس عليه فمال به حتّى سقط على رأسه فأوضح عن عظم رأسه وسال الدّم ، فأمر أمير المؤمنين عليهالسلام بماء فغسل عنه ذلك الدّم ثمّ قال : أدن منّي ، فوضع يده على موضحته «...أما علمت أنّ رسول الله حدّثني عن الله جلّ وعزّ : كلّ أمر ذي بال لم يذكر فيه بسم الله فهو أبتر؟» فقلت : بلى بأبي أنت وأمّي لا أتركها بعدها ، قال : «إذا تحظى بذلك وتسعد» (١).
وقال الصّادق عليهالسلام : «ولربّما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا بسم الله الرّحمن الرّحيم فيمتحنه الله بمكروه لينبّهه على شكر الله تعالى والثّناء عليه ويمحو فيه عنه وصمة تقصيره عند تركه قول بسم الله» (٢).
* * *
بحوث
أجمع علماء الشيعة على أنّ البسملة جزء من سورة الحمد وكلّ سور القرآن ، وكتابتها في مطالع السور أفضل شاهد على ذلك ، لأنّنا نعلم أن النصّ القرآني مصون عن أيّة اضافة، وذكر البسملة معمول به منذ زمن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٩٢ ، الباب ٢٩ ، ص ٢٤١ و ٢٤٢.
(٢) نفس المصدر ، ص ٢٤٠.