فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ).
* * *
٢ ـ إحاطة الخطيئة
الخطيئة تستعمل غالبا في الذنوب التي لا يرتكبها صاحبها عن عمد ، لكنها وردت في هذه الآية بمعنى الذنوب الكبيرة (١) ، أو بمعنى آثار الذنب في قلب الإنسان وروحه (٢).
مفهوم إحاطة الخطيئة يعني انغماس الفرد في الذنب إلى درجة يصبح ذلك الفرد سجين ذنبه.
بعبارة أوضح ، الذنوب الكبيرة والصغيرة تبدأ على شكل «فعل» ثم تتحول إلى «حالة» ومع الاستمرار والإصرار تتحول إلى «ملكة». وعند اشتدادها تغمر وجود الإنسان وتصبح عين وجوده. عندئذ لا تجدي مع هذا الفرد موعظة ولا يؤثر فيه توجيه ولا نصح ، إذ أنه عمل عن اختيار على قلب ماهيته فمثلهم مثل دودة القز التي تلف حولها من نسيج الحرير حتى تمسي سجينة عملها.
الآية الكريمة تتحدث عن خلود مثل هؤلاء الأفراد في النار ، وهذا يعني أن هؤلاء يغادرون الدنيا وهم مشركون. لأن الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله سبحانه:(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) (٣).
* * *
٣ ـ عنصرية اليهود
نفهم من الآيات الكريمة أن روح التمييز العنصري لدى اليهود ، التي هي
__________________
(١) التّفسير الكبير ، الفخر الرازي ، الآية المذكورة.
(٢) الميزان ، الآية المذكورة.
(٣) النساء ، ٤٨.