بحوث
١ ـ إشارة تأريخية :
في الآيات إشارة لتناقض بني إسرائيل في مواقف بعضهم من البعض الآخر.قيل في ذلك : «كان بنو إسرائيل إذا استضعف قوم قوما أخرجوهم من ديارهم ، وقد أخذ عليهم الميثاق إن لا يسفكوا دماءهم ولا يخرجوا أنفسهم من ديارهم ، وأخذ عليهم الميثاق إن أسر بعضهم بعضا أن يفادوهم. فأخرجوهم من ديارهم ثم فادوهم ، فآمنوا بالفداء ففدوا وكفروا بالإخراج من الديار فأخرجوهم».
وروي في المعنيّ بهذه الآية : «أن قريظة والنضير كانا أخوين كالأوس والخزرج فافترقوا فكانت النضير مع الخزرج وكانت قريظة مع الأوس ، فإذا اقتتلوا عاونت كل فرقة حلفاءها ، فإذا وضعت الحرب أوزارها فدوا أسراها تصديقا لما في التوراة ، والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان لا يعرفون جنّة ولا نارا ولا قيامة ولا كتابا ، فأنبأ الله تعالى اليهود بما فعلوه»(١).
وهكذا سقط اليهود وغيرهم من أهل العناد في مثل هذه التناقضات في حياتهم لانحرافهم عن خط العبودية التّامة لله تعالى.
* * *
٢ ـ الازدواجية في الالتزام :
مرّ بنا أن القرآن الكريم يوبّخ اليهود بشدّة على التزامهم ببعض الأحكام الإلهية وتركهم لبعضها الآخر ، وينذرهم بخزي الدنيا وبعذاب الآخرة وخاصة في عملهم بالاحكام الجزئية ، ومخالفتهم لأهم الأحكام الشرعية. أي قانون حرمة إراقة الدماء ، وتهجير من يشاركهم في العقيدة من ديارهم وأوطانهم.
__________________
(١) مجمع البيان ، في تفسير الآية المذكورة.