٤ ـ قلوب غافلة محجوبة
كان اليهود في المدينة يقفون بوجه الدعوة ، ويمتنعون عن قبولها ، ويتذرعون لذلك بمختلف الحجج ، والآية التي نحن بصددها تشير إلى واحدة من ذرائعهم.
(وَقالُوا : قُلُوبُنا غُلْفٌ) ولا ينفذ إليها قول!!
كانوا يقولون ذلك عن استهزاء ، غير أن القرآن أيّد مقالتهم ، فبكفرهم ونفاقهم أسدل على قلوبهم حجب من الظلمات والذنوب ، وابتعدوا عن رحمة الله ، (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ).
وهذه مسألة تطرحها آية اخرى من قوله تعالى : (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ ، بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (١).
* * *
__________________
(١) النساء ، ١٥٥.