ومنزّه منها.
٢ ـ لفظ هاروت وماروت
زعم بعض المحققين أن «هاروت» و «ماروت» لفظان فارسيان قديمان.
وقال : إن كلمة «هوروت» تعني «الخصب» ، و «موروت» تعني «عديم الموت» واسما هاروت وماروت مأخوذان ، من هذين اللفظين (١). وهذا الاتجاه في فهم معنى الاسمين لا يقوم على دليل.
وفي كتاب «أوستا» وردت ألفاظ مثل : «هرودات» ويعني «شهر خرداد» ، وكذلك «أمردات» بمعنى عديم الموت ، وهو نفسه اسم «شهر مرداد» (٢). وفي معجم (دهخدا) تفسير للفظين شبيه بما سبق.
والعجيب أن البعض ذهب إلى أن هاروت وماروت من البشر ومن سكنة بابل! ، وقيل أيضا أنّهما من الشياطين!! والآيات المذكورة ترفض ذلك طبعا.
٣ ـ كيف يكون الملك معلما للإنسان؟
يبقى السّؤال عن الرابطة بين الملك والإنسان ، وهل يمكن أن تكون بينهما رابطة تعليمية؟ الآيات المذكورة تصرح بأن هاروت وماروت علّما النّاس السحر ، وهذا تمّ طبعا من أجل إحباط سحر السحرة في ذلك المجتمع. فهل يمكن للملك أن يكون معلما للإنسان؟
الأحاديث الواردة بشأن الملكين تجيب على هذا السّؤال ، وتقول : إن الله بعثهما على شكل البشر ، وهذه الحقيقة يمكن فهمها من الآية التاسعة لسورة الأنعام أيضا ، حيث يقول تعالى : (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً).
__________________
(١) أعلام القرآن ، ص ٦٥٥.
(٢) نفس المصدر.