لكن الأمر بالعفو والصفح يستهدف إتمام الحجّة على العدوّ ، كي يهتدي من هو قابل للإصلاح. بعبارة اخرى : ممارسة القوّة ليست المرحلة الاولى في مواجهة العدوّ ، بل العفو والصفح ، فإن لم يجد نفعا فالسيف.
٢ ـ عبارة (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قد تشير إلى أن الله قادر على أن ينصر المسلمين على أعدائهم بطرق غيبية ، ولكن طبيعة حياة البشر والكون قائمة على أن الأعمال لا تتم إلا بالتدريج وبعد توفّر المقدمات.
٣ ـ عبارة (حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) قد تكون إشارة إلى توغل هؤلاء الحسدة في ذاتياتهم ، فالحسد قد يتخذ أحيانا طابع الدين والرسالة ، لكن حسد هؤلاء لم يكن له حتى هذا الظاهر ، بل كان ضيقا شخصيا (١).
ويحتمل أيضا أن تكون إشارة إلى أن الحسد متجذّر في نفوسهم.
* * *
__________________
(١) تفسير المنار ، الآية المذكورة.