بحثان
١ ـ (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ)
مرّ علينا في الآية أن القرآن يصف الحجج الواهية التي يطرحها المعاصرون لصاحب الرسالة الخاتمة ، بأنها شبيهة بتلك التي كان يتذرع بها المنحرفون من الأمم السابقة ، فقلوبهم متشابهة.
القرآن يشير بهذا التقريع واللوم إلى أنّ مرور الزمن ينبغي أن يكون عاملا على زيادة وعي الأجيال البشرية ، وعلى تفهّم هذه الأجيال اللاحقة أكثر من السابقة لتعاليم الأنبياء ، لكن مرور الزمن لا يرفع مستوى المنحرفين ، بل يبقى خط الانحراف واحدا متشابها على مرّ الأجيال وكأنها متعلقة بآلاف الأعوام السالفة.
٢ ـ أصلان تربويان
«البشارة» و «الإنذار» أو «التشجيع» و «التهديد» من أهم الأصول اللازمة للتربية وللحركة الاجتماعية. ينبغي أن يلقي الفرد تشجيعا على أعماله الصالحة ، وتوبيخا على أعماله الطالحة ، كي يواصل مسيره الأول ، ويرتدع عن ارتياد المسير الثاني.
«التشجيع» وحده لا يكفي لدفع الفرد والمجتمع على طريق التكامل ، لأن الإنسان سوف يكون مطمئنا من عدم الخطر في حالة ارتكاب المعاصي.
على سبيل المثال ، نرى ارتكاب المعاصي بين النصارى الحاليين أمرا عاديا ، لأنهم يعتقدون بالفداء ، أي بأن السيد المسيح عليهالسلام قد ضحى بنفسه لغفران ذنوب أتباعه ، أو لاعتقادهم بأن أحبارهم قادرون أن يغفروا لهم ذنوبهم بسبل شتى ، منها منحم صكوك الغفران. أو يبيعون لهم الجنّة مثل هؤلاء القوم يسمحون لأنفسهم ارتكاب الذنوب بسهولة.
جاء في قاموس الكتاب المقدس : «... الفداء أيضا إشارة إلى كفارة دم