الآية
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢))
التّفسير
بعد البسملة ، أول واجبات العباد أن يستحضروا دوما مبدأ عالم الوجود ، ونعمه اللامتناهية ، هذه النعم التي تحيطنا وتغمر وجودنا ، وتهدينا إلى معرفة الله من جهة ، وتدفعنا على طريق العبودية من جهة اخرى.
وعند ما نقول أن النعم تشكّل دافعا ومحرّكا على طريق العبودية ، لأنّ الإنسان مفطور على البحث عن صاحب النعمة حينما تصله النعمة ، ومفطور على أن يشكر المنعم على أنعامه.
من هنا فان علماء الكلام (علماء العقائد) يتطرقون في بحوثهم الأولية لهذا العلم إلى «وجوب شكر المنعم» باعتباره أمرا فطريا وعقليا دافعا إلى معرفة الله سبحانه.
وإنما قلنا إن النعم تهدينا إلى معرفة الله ، لأن أفضل طريق وأشمل سبيل لمعرفته سبحانه، دراسة أسرار الخليقة ، وخاصة ما يرتبط بوجود النعم في حياة الإنسان.