هذه الامتحانات والمواقف العظيمة ، وكانت آخر مرحلة من مراحل مسيرته التكاملية.
من ذهب إلى أن الإمامة هي «أن يكون الفرد لائقا ونموذجيا» فقط ، ما فهم أن هذه الصفة كانت موجودة في إبراهيم عليهالسلام منذ بداية النّبوة.
ومن قال إنّ المقصود من الإمامة «أن يكون الفرد قدوة» ، فاته أن هذه صفة جميع الأنبياء منذ ابتدائهم بدعوة النّبوة ، ولذلك وجب أن يكون النّبي معصوما لأن أعماله قدوة للآخرين.
من هنا ، فمنزلة الإمامة أسمى ممّا ذكر ، بل أسمى من النّبوة والرسالة ، وهي المنزلة التي نالها إبراهيم من قبل الله بعد أن اجتاز الامتحان تلو الامتحان.
* * *
٥ ـ من الظّالم؟
المقصود من «الظلم» في التعبير القرآني : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) لا يقتصر على ظلم الآخرين ، بل الظلم (مقابل العدل) ، وقد استعمل هنا بالمعنى الواسع للكلمة،ويقع في النقطة المقابلة للعدل : وهو وضع الشيء في محله.
فالظلم إذن وضع الشخص أو العمل أو الشيء في غير مكانه المناسب.
ولما كانت منزلة الإمامة والقيادة الظاهرية والباطنية للبشرية منزلة ذات مسئوليات جسيمة هائلة عظيمة ، فإن لحظة من الذنب والمعصية خلال العمر تسبب سلب لياقة هذه المنزلة عن الشخص.
لذلك نرى أئمة آل البيت عليهمالسلام يثبتون بهذه الآية تعيّن الخلافة بعد النّبي مباشرة لعليعليهالسلام وانحصارها به ، مشيرين إلى أن الآخرين عبدوا الأصنام في الجاهلية ، وعليّ عليهالسلام وحده لم يسجد لصنم. وأيّ ظلم أكبر من عبادة الأصنام؟! ألم يقل لقمان