٢ ـ الأمّة الوسط
«الوسط» ما توسط بين شيئين ، وبمعنى الجميل والشريف ، والمعنيان يعودان ظاهرا إلى حقيقة واحدة لأن الجمال والشرف فيما اعتدل وابتعد عن الإفراط والتفريط.
ما أجمل التعبير القرآني عن الامّة المسلمة ... الامّة الوسط.
الوسط : المعتدلة في «العقيدة» لا تسلك طريق «الغلو» ولا طريق «التقصير والشرك» ، لا تنحو منحى «الجبر» ولا «التفويض» ، ولا تؤمن «بالتشبيه» في صفات الله ولا «بالتعطيل».
معتدلة في «القيم المادية والمعنوية» لا تغطّ في عالم المادة وتنسى المعنويات ، ولا تغرق في المعنويات وتتناسى الماديات. ليست كمعظم اليهود لا يفهمون سوى المادة ، وليست كرهبان النصارى يتركون الدنيا تماما.
معتدلة في «الجانب العلمي» ... لا ترفض الحقائق العلمية ، ولا تقبل كل نعرة ترتفع باسم العلم.
معتدلة في «الرّوابط الاجتماعية» لا تضرب حولها حصارا يعزلها عن العالم ، ولا تفقد استقلالها وتذوب في هذه الكتلة أو تلك ، كما نرى الذائبين في الشرق والغرب اليوم!
معتدلة في «الجانب الأخلاقي» ... في عباداتها ... في تفكيرها ... وفي جميع أبعاد حياتها.
المسلم الحقيقي لا يمكن إطلاقا أن يكون إنسانا ذا بعد واحد ، بل هو إنسان ذو أبعاد مختلفة ... مفكر ، مؤمن ، عادل ، مجاهد ، مكافح ، شجاع ، عطوف ، واع ، فعّال، ذو سماح.
عبارة الامّة الوسط توضّح من جانب مسألة شهادة الامّة الإسلامية ، لأن من يقف على خطّ الوسط يستطيع أن يشهد كل الخطوط الانحرافية المتجهة نحو