(ومن تلك المناسبات مثلا رعاية الأولوية وأهمية الموضوعات).
٢ ـ انتظار صعب!
يستفاد من هذه الآية أن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مرتبطا بالكعبة ارتباطا خاصا ، ومنتظرا لأمر تغيير القبلة ، ولعلنا نستطيع أن نتلمس سبب ذلك في ارتباط النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بإبراهيم عليهالسلام ، أضف إلى ذلك أن الكعبة أقدم قاعدة توحيدية ، وأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعلم بوقوع هذا التغيير ، وكان يترقب حدوثه.
وهنا تبرز ظاهرة الاستسلام المطلق للرسول ، حيث لم يتردد على لسانه طلب بهذا الشأن ، بل كان يقلب طرفه في السماء منتظرا بتلهّف نزول الوحي.
وتعبير «السماء» في الآية قد يشير إلى انتظاره هبوط «جبرائيل» من الأعلى ، وإلّا فالله لا مكان له ، وهكذا وحيه المرسل.
٣ ـ معنى الشطر
يثير الالتفات أن الآية لم تأمر المسلمين أن يصلوا تجاه الكعبة ، بل «شطر المسجد الحرام».
لعل ذلك يعود إلى صعوبة بل تعذّر محاذاة الكعبة على المصلين البعيدين عن الكعبة. لذلك ذكر المسجد الحرام بدل الكعبة لأنه أوسع ، ثم كلمة «شطر» تعني السمت والجانب ، وبذلك كان الاتجاه شطر المسجد الحرام عملا ميسورا للجميع ، وخاصة لصفوف الجماعة الطويلة التي يزيد طولها غالبا على طول الكعبة.
بديهي أن المحاذاة الدقيقة للكعبة ـ وحتى للمسجد الحرام ـ عمل صعب على المصلين البعيدين ، لكن الوقوف شطره يخلو من كل صعوبة (١).
__________________
(١) من المفسرين من قال إن أحد معاني «شطر» : النصف ، ومن هنا فإن مفهوم «شطر المسجد الحرام» يساوي