الآيتان
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١٤٧))
التّفسير
يعرفون حقّ المعرفة ولكن ...
استمرارا لحديث القرآن عن تعصب مجموعة من أهل الكتاب ولجاجهم ، تقول الآية :(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ).
إنهم يعرفون النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واسمه وعلاماته من خلال كتبهم الدينية ، (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
وهناك طبعا فريق سارع لاعتناق الإسلام بعد أن رأى هذه الصفات والعلامات في نبي الإسلام ، مثل عبد الله بن سلام وهو من علماء اليهود ، ونقل عنه بعد إسلامه قوله «أنا أعلم به مني بابني» (١).
هذه الآية تميط اللثام في الواقع عن حقيقة هامّة ، هي إن صفات نبي الإسلام
__________________
(١) المنار ، ج ٢ ، والتّفسير الكبير للفخر الرازي ، في تفسير الآية.