من المفسرين من قال إنها «حياة غيبية» خاصة بالشّهداء لا تتوفر لدينا تفاصيلها وخصائصها.
وقيل إن الحياة المذكورة في الآية تعني الهداية ، والموت يعني الضلال ، فتكون الآية قد نهت عن وصف الشهداء بالضلالة ، بل هم مهتدون. وقيل إن الشهداء أحياء لأن هدفهم حي ورسالتهم حية.
ولكن مع الأخذ بنظر الاعتبار التّفسير الأول للحياة يتضح أن المعاني في الاخرى غير مقبولة. فلا حاجة لأن نتكلف التّفسيرين التاليين ، ولا أن الحياة البرزخية مختصة بالشهداء فهم يحيون حياة برزخية روحانية ، ويتنعمون كذلك بالقرب من رحمة الله وبأنواع نعمه.
٢ ـ الشّهادة سعادة في الإسلام
قرر الإسلام مسألة الشهادة وبيّن منزلتها العظيمة في الآية أعلاه وآيات اخرى لتكون عاملا فعّالا هامّا على ساحة المواجهة بين الحق والباطل. وهذا العامل أمضى من أي سلاح وأقوى من كل المؤثرات ، وهو قادر على أن يجابه
أخطر الأسلحة وأفتكها في عصرنا الراهن ، وتجربة الثورة الإسلامية في إيران أثبتت ذلك بوضوح. وقد شاهدنا بأم أعيننا انتصار المندفعين نحو الشهادة ـ بالرغم من ضعف إمكاناتهم المادية ـ على أعتى القوى المتجبّرة.
ولو ألقينا نظرة على تاريخ الإسلام ، والملاحم التي سطرها المسلمون في جهادهم الدّامي ، والتضحيات التي قدمها المجاهدون على طريق الرسالة ، لألفينا أن الدافع الأساس لكل هذه التضيحات هو درس الشهادة الذي لقنه الإسلام لأبنائه ، وبموجبه آمنوا أن الشهادة على طريق الله وطريق الحق والعدالة لا تعني الفناء ، بل السعادة والحياة الخالدة.
المقاتلون الذين تلقوا مثل هذا الدرس في مثل هذه المدرسة الكبرى ، لا