٥ ـ الاختبار بالخير والشرّ
الامتحان الإلهي لا يجري عن طريق الحوادث الصعبة القاسية فحسب ، بل قد يمتحن الله عبده بالخير وبوفور النعمة ، كما يقول سبحانه : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) (١).
ويقول سبحانه على لسان نبيّه سليمان : (هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) (٢).
وهنا ينبغي أن نشير إلى عدّة مسائل أحدها : أنه ليس من الضروري أن يختبر جميع النّاس بجميع وسائل الاختبار ، بل من الممكن أن يكون اختبار كل فئة بلون من الامتحان يتناسب مع الوضع الفردي والاجتماعي لتلك الفئة.
والاخرى : أنه من الممكن أن يجتاز الإنسان بعض الامتحانات ، بينما يفشل في امتحانات اخرى.
وقد يكون امتحان فرد من الأفراد موضع امتحان فرد آخر ، كأن يكون موت ولد لإنسان موضع امتحان أصدقائه وأقاربه ، ليرى مدى اتخاذهم موقف المواساة من صاحبهم.
وأخيرا ، فالاختبار الإلهي ـ كما ذكرنا ـ شامل عام يدخل في نطاقه حتى الأنبياءعليهمالسلام،بل إن اختبارهم بسبب ثقل مسئوليتهم أشدّ بكثير من اختبار الآخرين.
القرآن الكريم يعرض صورا لاختبارات شديدة مرّ بها الأنبياء عليهمالسلام وبعضهم مرّ بمراحل طويلة شاقة قبل وصوله إلى مقام الرسالة ، كي يكون على أتمّ الاستعداد لتحمل أعباء قيادة أمّته.
__________________
(١) الأنبياء ، ٣٥.
(٢) النمل ، ٤٠.