تتفرد في صفة أو عدّة صفات. أمّا الله فهو أحد في ذاته ، وأحد في صفاته ، وأحد في أفعاله، أحديته لا تقبل التعدد عقلا ، إنه أحد أزلي وأبدي لا تؤثر الحوادث على أحديته. إنه أحد في الذهن وخارج الذهن. إنه أحد في أحديته!
٣ ـ ألا يكفي لعن الله؟!
الآية أعلاه ذكرت أن الذين ماتوا وهم كفار ، مشمولون بلعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين. وهنا قد يسأل سائل : أليست لعنة الله كافية؟
الجواب واضح ، فلعنة الملائكة والنّاس زيدت على لعنة الله للتأكيد ، ولبيان كراهة النّاس لمثل هؤلاء المذنبين.
ولو قيل لم ذكرت الآية (النّاس) بشكل عام ، بينما يوجد بين النّاس من هم شركاء في الجريمة ، وهؤلاء لا يلعنون أولئك المجرمين؟
والجواب : إن هؤلاء أيضا كارهون لأعمال أولئك ، فهؤلاء يكرهون مثلا كتمان الحقائق عنهم ، ويلعنون من يستر عنهم الحقيقة ، لكنهم يفعلون هم أيضا هذه السيئة إن اقتضت مصلحتهم ذلك.
* * *