الآية
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥))
التّفسير
في هذه الآية يتغيّر لحن السّورة ، إذ يبدأ فيها دعاء العبد لربّه والتضرّع إليه. الآيات السابقة دارت حول حمد الله والثناء عليه ، والإقرار بالإيمان والاعتراف بيوم القيامة ، وفي هذه الآية يستشعر الإنسان ـ بعد رسوخ أساس العقيدة ومعرفة الله في نفسه حضوره بين يدي الله ... يخاطبه ويناجيه ، يتحدث إليه أولا عن تعبّده ، ثم يستمد العون منه وحده دون سواه : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
بعبارة اخرى : عند ما تتعمق مفاهيم الآيات السابقة في وجود الإنسان ، وتتنّور روحه بنور ربّ العالمين ، ويدرك رحمة الله العامة والخاصة ، ومالكيته ليوم الجزاء ، يكتمل الإنسان في جانبه العقائدي. وهذه العقيدة التوحيدية العميقة ، ذات عطاء يتمثّل أوّلا : في تربية الإنسان العبد الخالص لله ، المتحرر من العبودية للآلهة الخشبية والبشرية والشهوية ، ويتجلّى ثانيا : في الاستمداد من ذات الله تبارك وتعالى.
الآيات السابقة تحدثت في الحقيقة عن توحيد الذات والصفات ، وهذه الآية