بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المقدّمة
ما هو التّفسير؟
التّفسير في اللغة الإبانة وإماطة اللّثام.
ولكن هل يحتاج القرآن إلى إبانة وإماطة لثام ... وهو «النّور» و «الكلام المبين»؟! كلّا ، ليس على وجه القرآن لثام أو نقاب ... بل إنّنا بالتّفسير ينبغي أن نكشف اللثام عن روحنا ، ونزيح الستار المسدول على بصيرتنا ، فنستجلي بذلك مفاهيم القرآن ونعيش أجواءه.
من جهة اخرى ، ليس للقرآن بعد واحد ... نعم ، له بعد عام ميسّر للجميع ، ينير الطريق ، ويهدي البشريّة إلى سواء السبيل.
وله أيضا أبعاد اخرى للعلماء والمتفكّرين ، لأولئك الطامحين إلى مزيد من الارتواء...وهؤلاء يجدون في القرآن ما يروي ظمأهم إلى الحقيقة ، ويغرفون من بحره قدر آنيتهم ... وتتسع الآنية باتّساع دائرة السعي والجهد والإخلاص.
هذه الأبعاد أطلقت عليها الأحاديث اسم «البطون» ... بطون القرآن ... وهي لا تتجلّى للجميع ، أو بعبارة أدقّ لا تقوى كلّ العيون على رؤيتها.
والتّفسير يمنح العيون قوة ، ويقشع عن البصائر الحجب والأستار ، ويمنحنا اللياقة لرؤية تلك الأبعاد بدرجة واخرى.