الآية
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦))
التّفسير
بعد أن يقرّ الإنسان بالتسليم لربّ العالمين ، ويرتفع إلى مستوى العبودية لله والاستعانة به تعالى ، يتقدّم هذا العبد بأول طلب من بارئه ، وهو الهداية إلى الطريق المستقيم ، طريق الطّهر والخير ، طريق العدل والإحسان ، طريق الإيمان والعمل الصالح ، ليهبه الله نعمة الهداية كما وهبه جميع النعم الاخرى.
الإنسان في هذه المرحلة مؤمن طبعا وعارف بربّه ، لكنه معرّض دوما بسبب العوامل المضادة إلى سلب هذه النعمة والانحراف عن الصراط المستقيم. من هنا كان عليه لزاما أن يكرر عشر مرات في اليوم على الأقل طلبه من الله أن يقيه العثرات والانحرافات.
أضف إلى ما تقدم أن الصراط المستقيم هو دين الله ، وله مراتب ودرجات لا يستوي في طيّها جميع النّاس ، ومهما سما الإنسان في مراتبه ، فثمّة مراتب اخرى أبعد وأرقى،والإنسان المؤمن توّاق دوما إلى السير الحثيث على هذا السلّم الارتقائي ، وعليه أن يستمد العون من الله في ذلك.