٢ ـ ضرورة معرفة المنافقين في كل مجتمع
ظاهرة النفاق والمنافقين لا تختص ـ دون شك ـ بعصر الرسالة الأول ، بل هي ظاهرة عامة تظهر بشكل وآخر في كل المجتمعات. من هنا لا بدّ للجماعة المسلمة أن تعرف أوصافهم كما جاء في القرآن ، كي تحبط مؤامراتهم وتقف بوجههم. في الآيات السابقة وفي سورة المنافقين وهكذا في النصوص الإسلامية وردت للمنافقين أوصاف مختلفة منها :
١ ـ كثرة الضجيج والادعاءات الفارغة ، أو بعبارة اخرى كثرة القول وقلّة العمل المفيد المتزن.
٢ ـ التلوّن والتذبذب ، فمن المؤمنين يقولون «آمنا» ومع المعارضين يقولون «إنّا معكم».
٣ ـ الانفصال عن الامّة ، وتشكيل الجمعيات السرية وفق خطط مبيّتة.
٤ ـ المكر والخداع والكذب والتملق والنكول والخيانة.
٥ ـ التعالي على النّاس ، وتحقيرهم ، واعتبارهم بلهاء سفهاء ، إلى جانب الاعتداد بالنفس.
على أي حال ، ازدواجية الشخصية ، والتضاد بين المحتوى الداخلي والسلوك الخارجي في وجود المنافقين ، يفرز ظواهر عديدة بارزة مشهودة في أعمالهم وأقوالهم وسلوكهم الفردي والاجتماعي.
وما أجمل تعبير القرآن في حقّ هؤلاء إذ يقول : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ، وأيّ مرض أسوأ من ازدواجية الظاهر والباطن ، ومن التعالي على النّاس؟!!
هذا المرض مثل سائر الأمراض الخفية التي تصيب القلب لا يمكن إخفاؤه تماما ، بل تظهر علائمه بوضوح على جميع أعضاء الإنسان.
في مجلدات هذا التّفسير شرح أو فى لحالة النفاق والمنافقين لدى البحث في الآيات١٤١ ـ ١٤٣ من سورة النساء (المجلد الثالث).