وتجب الاستفادة من هذا المنطق لإنقاذ الفرد من المفاسد الأخلاقية الكبرى.
والآية تجيب ضمنيا على بعض أقوال الأطباء بشأن إمكان الاستفادة من المشروبات الكحولية لمعالجة قسم من الأمراض ، وتؤكّد أنّ الأضرار المترتّبة عليها أكبر بكثير من نفعها ، أي إذا كان لها أثر إيجابي على الشفاء من مرض معيّن ، فإنّها منشأ لأمراض خطرة اخرى ، وقد تكون هذه الحقيقة هي التي تشير إليها الروايات القائلة : إن الله لم يجعل الشفاء في الخمر.
٤ ـ الاعتدال في مسألة الإنفاق
بالرغم من أنّ الإنفاق من أهم المسائل أكّد عليها الإسلام والقرآن الكريم إلّا أنّه لم يتركها بدون حساب لتؤدّي إلى الإفراط الشديد بحيث تشلّ حياة الإنسان ، فالآية محل البحث ناظرة إلى هذا المعنى كما ذهب إليه بعض المفسّرون ، ويمكن أن تكون إشارة إلى أنّ بعض الأشخاص يتذرّعون باحتياجاتهم الشخصيّة للتخلّص من هذا الحكم الإسلامي المهم ، فالقرآن الكريم يقول : أنّكم تتمتّعون في الحياة بالكثير من الأمور الزّائدة عن الحاجة فعليكم بانتخاب مقدار منها وإنفاقه.
٥ ـ التفكّر في كلّ شيء
جملة (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) عبارة عن درس مهم للمسلمين في أنّهم لا يخوضون في جميع أمورهم الماديّة والمعنويّة بدون تفكّر وتدبّر حتّى تبين الآيات الإلهيّة إلى النّاس لبعث روح التفكّر والتدبّر فيهم ، فما أسوأ حال الأشخاص الّذين لا يتفكّرون في أمورهم وأعمالهم الدينيّة ولا في أعمالهم الدنيويّة.
* * *