بحوث
١ ـ العدّة وسيلة للعودة والصّلح
أحيانا ينشأ في مناخ الاسرة وبسبب عوامل مختلفة بعض الاختلافات الجزئيّة وتتهيّأ الأرضيّة النفسيّة لكلّ من الزّوجين بشكل يشتد فيه حس الانتقام وتنطفأ فيه أنوار العقل والوجدان. وفي الغالب تكون حالات الفرقة وتشتّت العائلة ناشئة من هذه الموارد والحالات ، ولكن يشاهد في كثير من الحالات أنّ كلّ من الزّوجة والزّوج بعد حصول النّزاع والفرقة بفترة قليلة من الزّمان يصيبهم النّدم وخاصّة بعد مشاهدة انهدام الاسرة وتلاشي المحيط العائلي الدّافئ لتصبّ حياتهم في بحر المشاكل المختلفة.
وهنا تقول الآية مورد البحث : أنّ على النّساء العدّة والصبر ريثما تهدأ تلك الأمواج النفسيّة وتنقشع سحب النّزاع والعداوة عن سماء الحياة المشتركة ، وخاصّة إذا أخذنا بنظر الإعتبار حكم الإسلام في وجوب بقاء المرأة وعدم خروجها من بيت زوجها طيلة مدّة العادة حيث يبعث ذلك على حسن التفكّر وإعادة النّظر في قرار الطّلاق ممّا يؤثّر ذلك كثيرا في رسم وصياغة علاقاتها مع زوجها ، ولذلك نقرأ في سورة الطّلاق آية (١) (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَ ... لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً).
وفي الغالب نلحظ أنّه يكفي لاستعادة المناخ الملائم والأجواء الدّافئة للاسرة قبل الطّلاق قليل من تقوية المحبّة وإعادة المياه إلى مجاريها.
٢ ـ العدّة وسيلة لحفظ النّسل
إنّ إحدى الأغراض المهمّة للعدّة هو اتّضاح حالة المرأة بالنّسبة إلى الحمل ،