٣ ـ الحدود الإلهيّة
في هذه الآية وآيات كثيرة اخرى عبّرت عن القوانين الإلهيّة بكلمة (حد) وبهذا فإن المعصية ومخالفة هذه القوانين تعدّد تجاوزا للحد ، وفي الواقع فأنّ بين الأعمال التي يؤدّيها الإنسان توجد مجموعة مناطق ممنوعة ، أي يكون الدخول فيها خطرا وترسم القوانين والأحكام الإلهيّة حدود هذه المناطق الممنوعة كالعلامات المنصوبة على تلك المناطق ، ولهذا نقرأ في سورة البقرة النهي عن الاقتراب من هذه الحدود (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها)(١)لأنّ الاقتراب منها يعرّض الإنسان إلى خطر السقوط في الهاوية ، وكذلك ورد النهي في روايات أهل البيت عليهمالسلام عن مواضع الشبهة ، لأنّه بحكم الاقتراب من شفا الهاوية الذي قد يستتبعه السقوط بأدنى غفلة (من حام حول الحمى أو شك أن يقع فيه).
* * *
__________________
(١) البقرة : ١٨٧.