الآيتان
(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩))
سبب النّزول
تذرّع جمع من المنافقين بحرارة الجو لإلقاء التفرقة في صفوف المسلمين ، فلم يكونوا يشتركون في صلاة الجماعة ، فتبعهم آخرون وأخذوا يتخلّفون عن صلاة الجماعة ، فقلّ بذلك عدة المصلّين ، فتألّم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك كثيرا حتّى أنّه هدّدهم بعقاب أليم ، وفي حديث عن زيد بن ثابت قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يؤدّي صلاة الظهر جماعة والحرّ على أشدّه ممّا كان يثقل على أصحابه كثيرا بحيث أنّ صلاة الجماعة أحيانا لم تتجاوز صفا واحدا أو صفّين ، فهنا هدّد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هؤلاء المنافقين ومن لم يشترك صلاة الجماعة بإحراق منازلهم ، فنزلت الآية أعلاه وبيّنت أهميّة صلاة الظهر جماعة بصورة مؤكّدة (١).
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ج ١ و ٢ ص ٣٤٢ ـ وبنفس المضمون في تفسير «الدّر المنثور» في ذيل الآية المبحوثة حسب نقل الميزان.