الآية
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٢٤٣))
سبب النّزول
انتشر مرض الطاعون في إحدى مدن الشام وأخذ يحصد الناس بسرعة عجيبة ، فهجر المدينة جمع من الناس أملا في النجاة من مخالب الموت. وإذ نجوا من الموت فعلا بهروبهم من ذلك الجو المبوء ، شعروا في أنفسهم بشيء من القدرة والاستقلالية ، وحسبوا أنّ نجاتهم مدينة لعوامل طبيعية غافلين عن إرادة الله ومشيئته ، فأماتهم الله في تلك الصحراء بالمرض نفسه.
قيل : إنّ نزول المرض بأهل هذه المدينة كان عقابا لهم ، لأنّ زعيمهم وقائدهم طلب منهم أن يستعدّوا للحرب وأن يخرجوا من المدينة. ولكنّهم رفضوا الخروج للحرب بحجّة أنّ مرض الطاعون متفشّي في ميادينها ، فابتلاهم الله بما كانوا يخشونه ويفرّون منه ، فانتشر بينهم مرض الطاعون ، فهجروا بيوتهم وهربوا من