وأساسا فإنّ الجهاد هو من علامات الحياة لكلّ موجود ويمثّل قانونا عامّا في عالم الأحياء ، فجميع الكائنات الحيّة أعم من الإنسان والحيوان والنبات تجاهد عوامل الفناء من أجل بقائها ، وسيأتي مزيد من التوضيح في هذا المجال في سورة النساء ذيل الآية ٩٥ و ٩٦.
وعلى كلّ حال فإنّ من افتخاراتنا نحن المسلمين أنّ ديننا يقرن المسائل الدينيّة بالحكومة ويعتمد على الجهاد كأحد أركان المنظومة العقائديّة لهذا الدين ، غاية الأمر يجب ملاحظة أهداف هذا الجهاد الإسلامي ، وهذا هو الّذي يفصل بيننا وبين الآخرين.
٢ ـ أهداف الجهاد في الإسلام
يصرّ البعض من المتغرّبين أنّ الجهاد الإسلامي منحصر في الجهاد الدفاعي ويحاولون توجيه جميع غزوات النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الحروب الّتي حدثت بعده في هذه الدائرة ، في حين أنّه لا يوجد دليل على هذه المسألة ، ولم تكن جميع غزوات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دفاعيّة ، فمن الأفضل العودة إلى القرآن الكريم بدل هذه الاستنباطات الخاطئة لاستجلاء أهداف الجهاد من القرآن الكريم ، تلك الأهداف المنطقيّة القابلة للعرض على الصّديق والعدو.
وكما تقدّم في الآيات أعلاه أنّ الجهاد في الإسلام يتعقّب عدّة أهداف مباحة :
الف : الجهاد من أجل إطفاء الفتن
وبعبارة اخرى الجهاد الابتدائي من أجل التحرير،فنحن نعلم أنّ الله عزوجل قد أنزل على البشريّة شرائع وبرامج لسعادة البشر وتحريرهم وتكاملهم وإيصالهم إلى السعادة والرفاه ، وأوجب على الأنبياء عليهمالسلام أن يبلّغوا هذه الشرائع والإرشادات إلى الناس ، فلو تصوّر أحد الأفراد أو طائفة من الناس أنّ إبلاغ هذه