الآية
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢))
سبب النّزول
بعد حرب بدر وانتصار المسلمين قال فريق من اليهود : إنّ النبيّ الأميّ الذي بشرنا به موسى ، ونجده في كتابنا بنعته وصفته ، وأنّه لا تردّ له راية ، ثمّ قال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتّى تنظروا إلى واقعة اخرى.
فلمّا كان يوم احد ، ونكبّ أصحاب رسول الله ، شكّوا وقالوا : لا والله ما هو به ، فغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا. وقد كان بينهم وبين رسول الله عهد إلى مدّة لم تنقض ، فنقضوا ذلك العهد قبل أجله ، وانطلق كعب بن الأشرف إلى مكّة في ستين راكبا ، فواقفوهم واجمعوا أمرهم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لتكونن كلمتنا واحدة ، ثمّ رجعوا إلى المدينة. عندئذ نزلت الآية المذكورة تقول لهم إنّ الحساب قريب وأنكم جميعا ستكونون عمّا قريب من المغلوبين (١).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١ ص ٤١٣.