الآية
(قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (١٣))
سبب النّزول
نزلت هذه الآية بشأن حرب «بدر». يقول المفسّرون إنّ عدد المسلمين يوم بدر كان ٣١٣ شخصا ، منهم ٧٧ من المهاجرين و ٢٣٦ من الأنصار. كان لواء المهاجرين بيد عليّ عليهالسلام ، وكان سعد بن عبادة صاحب لواء الأنصار. وكانت عدّتهم لا تتجاوز ٧٠ بعيرا، وفرسين ، وستة دروع ، وثمانية سيوف ، خاضوا بها تلك الحرب الكبيرة ، في وجه عدوّ يزيد عدده على الألف ، مع الكثير من السلاح ومائة فرس. ومع ذلك فقد انتصر المسلمون بتقديم ٢٢ شهيدا «١٤ من المهاجرين و ٨ من الأنصار» ، في مقابل ٧٠ قتيلا و ٧٠ أسيرا من الأعداء ، وعادوا إلى المدينة تزيّنهم أكاليل النصر. وهذه الآية تحكي جانبا من معركة بدر (١).
__________________
(١) ما ذكر أعلاه ورد في مجمع البيان ولكن ورد في «الكامل» لابن الأثير : ج ٣ ص ١٣٦ أنه «وكان جميع من قتل من المسلمين ببدر أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار».