متعدّدة ومتناثرة ، وذلك لورود الصراط المستقيم بصيغة المفرد ، وسبل المنحرفين بصيغة الجمع.
النتيجة هي أن «العدالة» تصاحب «النظام الواحد» ، والنظام الواحد دليل على «المبدأ الواحد». وبناء على ذلك فإنّ العدالة بمعناها الحقيقي في عالم الخلق دليل على وحدانية الخالق ، فتأمّل.
٣ ـ أهمية العلماء
العلماء في هذه الآية وضعوا إلى جانب الملائكة ، وهذا بذاته تمييز للعلماء على غيرهم. كما يستفاد من الآية أنّ العلماء إنّما امتازوا على غيرهم لأنّهم بعلمهم توصّلوا إلى معرفة الحقائق ، وعلى رأسها معرفة وحدانية الله.
من الواضح أنّ الآية تشمل جميع العلماء ، أمّا قول بعض المفسّرين بأنّ (أُولُوا الْعِلْمِ) هم الأئمّة الأطهار عليهمالسلام فلأنّ الأئمّة من اظهر مصاديق ذلك.
ينقل المرحوم الطبرسي في «مجمع البيان» ضمن تفسير هذه الآية ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «ساعة من عالم يتّكئ على فراشه ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاما».
* * *
يتكرّر تعبير (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) في نهاية الآية ، ولعلّ التكرار إشارة إلى أنّه ما جاءت في البداية شهادة الله والملائكة والعلماء ، كذلك على من يسمع هذه الشهادات أن يردّدها هو أيضا معهم ، ويشهد على وحدانية المعبود.
ولمّا كان قوله (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) تعظيما وإظهارا لوحدانيّته ، فقد اختتم بالصفتين «العزيز» و «الحكيم» لأنّ القيام بالقسط يتطلّب القدرة والحكمة ، وأنّ الله القادر