صنع جهاز أدقّ وأكمل ، أو لو كانت لنا «رؤية» و «إدراك» أكمل لاستطعنا أن نرى وندرك كلّ ما حدث في الماضي. (ليس هناك ما يمنع أن يكون جانب من الثواب والعقاب ذا طابع توافقي).
العلم وتجسيد الأعمال
لإثبات إمكان تجسيد الأعمال الماضية ، يمكن الاستناد إلى مبادئ الفيزياء الثابتة اليوم ، فقوانين الفيزياء تقول إنّ المادة تتحوّل إلى طاقة ، وذلك لأنّ «المادّة» و «الطاقة» مظهران لحقيقة واحدة ، كما تقول أحدث النظريات بهذا الخصوص ، وأنّ المادّة طاقة متراكمة مضغوطة تتحوّل إلى طاقة في ظروف معيّنة. وقد تكون الطاقة الكامنة في غرام واحد من المادّة تعادل في قوة انفجارها أكثر من ثلاثين ألف طن من الديناميت.
ملخّص القول : إنّ المادّة والطاقة مظهران لحقيقة واحدة ، وبالنظر لعدم فناء الطاقة والمادّة ، فليس هناك ما يحول دون تراكم الطاقات المنتشرة مرّة أخرى وتتّخذ صورة مادّة أو جسم ، فإذا كانت نتيجة الأعمال صالحة ظهرت بصورة نعم مادّية جميلة ، وإذا كانت شرّا وسيئّة فإنّها تتجسّد في وسائل عذاب وعقاب.
* * *
__________________
بضع لحظات ، إنّ الجهاز يعمل وفق نظام حراري يجتذب الأمواج الصادرة عن الأجسام ، ويحوّلها بوساطة جهاز يدعى «ثرموجرام» إلى سالب وموجب ، ثمّ يصوّرها بالأسود والأبيض ـ كما ذكرت وسائل الإعلام ـ وبهذا يمكن ـ أن نعرف كيفية وقوع جريمة وتصوير أعمال المجرمين السابقة ثمّ عرضها عليهم وكشف كذبهم.