الآية
(قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٤١))
التّفسير
هنا يطلب زكريّا من الله إمارة على بشارته بمجيء يحيى. إنّ إظهار دهشته ـ كما قلنا ـ وكذلك طلب علامة من الله ، لا يعنيان أبدا أنّه لا يثق بوعد الله ، خاصّة وأنّ ذلك الوعد قد توكّد بقوله : (كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ). إنّما كان يريد زكريّا أن يتحوّل إيمانه بهذا إيمانا شهوديا. كان يريد أن يمتلئ قلبه بالاطمئنان ، كما كان إبراهيم يبحث عن اطمئنان القلب والهدوء الناشئين عن الشهود الحسّي.
(قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً).
«الرمز» إشارة بالشفة ، والصوت الخفي. ثمّ اتّسع المعنى في الحوار العادي ، فأطلق على كلّ كلام وإشارة غير صريحة إلى أمر من الأمور.
أجاب الله طلب زكريّا هذا أيضا ، وعيّن له علامة ، وهي أنّ لسانه كفّ عن الكلام مدّة ثلاثة أيّام بغير أيّ نقص طبيعي ، فلم يكن قادرا على المحادثة العادية.