عند ما يتغلغل الإيمان في روح الإنسان لا بدّ أن ينعكس ذلك على عمله ، فبدون العمل يكون ادّعاؤه الإيمان تقوّلا ، لا إيمانا حقيقيا.
بعد ذلك طلبوا من الله قائلين (فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ). والشاهدون هم أولئك الذين لهم صفة قيادة الأمم ، ويوم القيامة يشهدون على أعمال الناس الحسنة والسيّئة.
وبعد أن انتهى الحواريّون من شرح إيمانهم ، أشاروا إلى خطط اليهود الشيطانية ، وقالوا: إنّ هؤلاء ـ لكي يقضوا على المسيح ، وعلى دعوته ، ويصدّوا انتشار دينه ـ وضعوا الخطط الماكرة. إلّا أن ما رسمه الله من مكر فاق مكرهم وكان أشدّ تأثيرا (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).
* * *
بحوث
١ ـ من هم الحواريون؟
«حواريّون» جمع حوري من مادة «حور» بمعنى الغسل والتبييض ، وقد تطلق على الشيء الأبيض. لذلك يطلق العرب على الطعام الأبيض «الحواري». و «حور» جمع حوراء وهي البيضاء البشرة.
أمّا سبب تسمية تلامذة المسيح بالحواريّين فقد ذكرت له احتمالات كثيرة ، ولكن الأقرب إلى الذهن ، وهو الوارد في أحاديث أئمّة الدين ، هو لأنّهم فضلا عن طهارة قلوبهم وصفاء أرواحهم ، كانوا دائبي السعي في تطهير الناس وتنوير أفكارهم وغسلهم من أدران الذنوب.
وهذا ما أكّده حديث عن الإمام الرضا عليهالسلام في «عيون أخبار الرضا» ...؟!