الآية
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤))
التّفسير
الدعوة إلى الاتّحاد :
بدأ القرآن في الآيات السابقة بدعوة المسيحيّين إلى الاستدلال المنطقي ، وإذ رفضوا ، دعاهم إلى المباهلة ، فكان لهذا أثره في نفوسهم ، فرفضوها ولكنّهم رضخوا لشروط اعتبارهم ذمّيّين. فانتهز القرآن هذه الفرصة من استعدادهم النفسي ، وعاد إلى طريقة الاستدلال.
غير أنّ الاستدلال هذه المرّة يختلف عن الاستدلال السابق اختلافا كبيرا.
في الآيات السابقة كانت الدعوة إلى الإسلام (بكلّ تفاصيله). ولكنّ الدعوة هذه المرّة تتّجه إلى النقاط المشتركة بين الإسلام وأهل الكتاب. وبهذا يعلّمنا القرآن درسا ، مفاده:أنّكم إذا لم توفّقوا في حمل الآخرين على التعاون معكم في