ما هو المراد من «بكّة»؟
«بكة» مأخوذة أصلا من «البك» وهو الزحم ، وبكه أي زحمه ، وتباك الناس أي ازدحموا ، وإنما يقال للكعبة أو الأرض التي عليها تلك البنية المعظمة بكة لازدحام الناس هناك ، ولا يستبعد أن هذه التسمية أطلقت عليها بعد أن اتخذت صفة المعبد رسميا لا قبل ذلك.
وفي رواية عن أبي عبد الله (الصادق) عليهالسلام قال : «موضع البيت بكة ، والقرية مكة».
وقد احتمل بعض المفسّرين أيضا أن تكون «بكة» هي «مكة» أبدل ميمها باء ، نظير «لازب» و «لازم» اللتين تعنيان شيئا واحدا في لغة العرب.
وقد ذكر في علة تسمية «الكعبة» وموضعها ببكة وجه آخر أيضا هو أنها سميت «بكة» لأنها تبك أعناق الجبابرة ، وتحطم غرورهم ونخوتهم ، لأن البك هو دق العنق ، فعند الكعبة تتساقط وتزول كلّ الفوارق المصطنعة ، ويعود المتكبرون والمغرورون كبقية الناس، عليهم أن يخضعوا لله ، ويتضرعوا إليه شأنهم شأن الآخرين ، وبهذا يتحطم غرورهم.
بحث تاريخي
توسيع المسجد الحرام :
منذ العهد النبوي أخذ عدد المسلمين في الإزدياد ، وعلى أثر ذلك كان يتزايد عدد الحجاج والوافدين إلى البيت الحرام ، ولهذا كان المسجد الحرام يتعرض للتوسعة المستمرة على أيدي الخلفاء في العصور المختلفة ، فقد جاء في تفسير العيّاشي أن أبا جعفر (المنصور) طلب أن يشتري من أهل مكة بيوتهم ليزيدها في