كيد الأعداء ، يتوقف على استقامة المسلمين وحذرهم وتقواهم ، ففي مثل هذه الحالة فقط يمكنهم أن يضمنوا أمنهم وسلامتهم من كيد الكائدين.
تحذير إلى المسلمين :
حذر الله سبحانه المسلمين في هذه الآية من أن يتخذوا أعداءهم بطانة يسرون إليهم بأسرارهم وأمورهم وهو تحذير عام لا يختص بزمان دون زمان ، ولا بمكان دون مكان ، ولا بطائفة من المسلمين دون طائفة.
فلا بدّ أن يحذر المسلمون من هذا العمل في جميع الأزمنة والأمكنة ، حفاظا على أمن المسلمين وكيانهم.
ولكننا مع الأسف نجد الكثيرين من أتباع القرآن قد غفلوا عن هذا التحذير الإلهي المهم ، فتعرضوا لتبعات هذا العمل وآثاره السلبية.
فها نحن نجد أعداء كثيرين يحيطون بالمسلمين من كلّ جانب ، يتظاهرون بمحبة المسلمين وصداقتهم ، وربّما أعلنوا تأييدهم في بعض الأمور ، ولكنهم بما يظهرون ـ في بعض الأحيان ـ من مواقف عدائية يكشفون عن كذبهم ، ومع ذلك ينخدع المسلمون بما يتظاهر هؤلاء الأعداء به من صداقة وحب وتأييد ، ويعتمدون عليهم أكثر ممّا يعتمدون على إخوانهم من المسلمين المشاركين لهم في العقيدة والمصير. في حين أن الأعداء والأجانب لا يريدون للأمة الإسلامية إلّا الشقاء والتأخر ، وإلّا الهلاك والدمار ، ولا يألون جهدا في إثارة المشاكل في وجه المسلمين وإيجاد الصعوبات في حياتهم.
ولا نذهب بعيدا ، فإن الأعوام الأخيرة شهدت حربين بين المسلمين وأعدائهم الصهاينة ، ففي الحرب الاولى (حرب حزيران) تحمل المسلمون هزيمة ساحقة ونكسة قاطمة، في حين أنهم في حربهم الثانية (حرب رمضان) استطاعوا