من الصائح : قتل محمّد؟
يذهب بعض المؤرخين إلى أن «ابن قمئة» الذي قتل الجندي الإسلامي البطل «مصعب بن عمير» وهو يظن أنه النبي ، هو الذي صاح «واللات والعزى : لقد قتل محمّد».
وسواء كانت هذه الشائعة من جانب المسلمين ، أو العدو فإنها ـ ولا ريب ـ كانت في صالح الإسلام والمسلمين لأنها جعلت العدو يترك ساحة القتال ويتجه إلى مكّة بظنّه أن النبي قد قتل وانتهى الأمر ، ولو لا ذلك لكان جيش قريش الفاتح الغالب لا يترك المسلمين حتّى يأتي على آخرهم لما كانوا يحملونه من غيظ وحنق على النبي ، بل ولما كانوا يتركون ساحة القتال حتّى يقتلوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنهم لم يجيئوا إلى «أحد» إلّا لهذه الغاية.
لم يرد ذلك الجيش الذي كان قوامه ما يقارب خمسة آلاف ـ وبعد تلك الانتصارات ـ أن يبقى ولو لحظة واحدة في ساحة القتال ، ولذلك غادرها في نفس الليلة إلى مكّة ، وقبل أن يندلع لسان الصباح.
إلّا أن شائعة مقتل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أوجدت زلزالا كبيرا في نفوس بعض المسلمين ، ولذلك فر هؤلاء من ساحة المعركة.
وأما من بقي من المسلمين في الساحة فقد عمدوا ـ بهدف الحفاظ على البقية من التفرق وإزالة الخوف والرعب عنهم ـ إلى أخذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الشعب من «أحد» ليطلع المسلمون على وجوده الشريف ويطمئّنوا إلى حياته ، وهكذا كان ، فإنهم لما عرفوا رسول الله عاد الفارون وآب المنهزمون واجتمعوا حول الرسول ولا مهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على فرارهم في تلك الساعة الخطيرة ، فقالوا يا رسول الله أتانا الخبر بأنك قتلت فرعبت قلوبنا فولينا مدبرين.
وهكذا لحقت بالمسلمين ـ في معركة أحد ـ خسائر كبيرة في الأموال