الآيتان
(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧) هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٨))
التّفسير
النظر في تاريخ الماضين وآثارهم :
يعتبر القرآن الكريم ربط الماضي بالحاضر والحاضر بالماضي أمرا ضروريا لفهم الحقائق ، لأن الارتباط بين هذين الزمانين (الماضي والحاضر) يكشف عن مسئولية الأجيال القادمة ، ويوقفها على واجبها ، ولهذا قال سبحانه : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).
وهذا يعني أن لله في الأمم سننا لا تختص بهم ، بل هي قوانين وسنن عامة في الحياة تجري على الحاضرين كما جرت على الماضين سواء بسواء ، وهي سنن للتقدّم والبقاء وسنن للتدهور والاندحار ، التقدّم للمؤمنين المجاهدين المتحدين الواعين ، والتدهور والاندحار للأمم المتفرقة المتشتتة الكافرة الغارقة في الذنوب والآثام.