الآيتان
(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦٢) هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (١٦٣))
التّفسير
المتخلفون عن الجهاد :
تضمنت الآيات السابقة الحديث عن شتى جوانب معركة «أحد» وملابساتها ونتائجها ، وقد جاء الآن دور المنافقين وضعاف الإيمان من المسلمين الذين تقاعسوا عن الحضور في «أحد» تبعا للمنافقين ، لأننا نقرأ في الأحاديث أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عند ما أمر بالتحرك إلى «أحد» تخلف جماعة من المنافقين عن التوجه إلى الميدان بحجة أنه لن يقع قتال ، وتبعهم في ذلك بعض المسلمين من ضعاف الإيمان ، فنزل قوله تعالى (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ) ولبى نداء النبي واتبع أمره بالخروج (كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
ثمّ يقول تعالى : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) أي أن لكل واحد منهم درجة بنفسه ومكانة عند الله ، وهو إشارة إلى أنه لا يختلف المنافقون عن المجاهدين فقط ، بل إن لكلّ فرد من أفراد هذين الطائفتين درجة خاصة تناسب مدى تضحيته وتفانيه