الوليد رضياللهعنه : يا بحر إنّك تجري بأمر الله ، فبحرمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدل عمر رضياللهعنه إلّا ما خلّيتنا والعبور. فعبروا هم وخيلهم وجمالهم فلم تبتلّ حوافرها (١).
قال الأميني : ليس في إمكان حوافر الخيل والجمال أن تبتلَّ بعد دعاء ذلك الرجل الإلٰهيّ العظيم ـ سعد ـ المتخلّف عن بيعة الإمام المعصوم ، والخارق لإجماع الأُمّة وهي لا تجتمع على الخطأ ، ولا سيّما إذا شفعته بزميله خالد بن الوليد الزاني الفاتك الهاتك صاحب المخازي والمخاريق ، وإلى الغاية لم يتّضح لنا أنّ الله تعالى بماذا أبرَّ قسم الرجل ؟ أبمجموع المقسم به من حرمة محمد وعدل عمر ؟ بحيث كان إبرار القسم منبسطاً عليهما معاً على حدٍّ سواء. أم أنّه وليد القسم بحرمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فحسب ؟ لما نرتئيه من عدم قيام وزن لعدل عمر عند من أمعن النظرة في أفعاله وتروكه ، وقد أسلفنا نبذاً من ذلك في نوادر الأثر في الجزء السادس.
ـ ١٥ ـ دعاء سعد يؤخّر أجله
أخرج ابن الجوزي في صفة الصفوة (٢) ( ١ / ١٤٠ ) من طريق لبيبة ، قال : دعا سعد فقال : يا ربّ إنّ لي بنين صغاراً فأخّر عنّي الموت حتى يبلغوا ، فأخّر عنه الموت عشرين سنة.
قال الأميني : ما أكرم أولاد سعد على الله وفيهم عمر بن سعد قاتل الإمام السبط الشهيد ؟ فحقّاً كان على الله أن يستجيب دعوة سعد ويؤخّر أجله حتى يربّي من له قدمٌ وأيّ قدم في قتل ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإبادة أهله.
وليتني أدري من الذي أخبر سعداً أو لبيبة أو من روى القصّة ومن حفظها بأنَّ
___________________________________
(١) نزهة المجالس للصفوري : ٢ / ١٩١. ( المؤلف )
(٢) صفة الصفوة : ١ / ٣٦٠ رقم ٩.