قال الأميني : ليس هذا المستجاب دعوته ببعيد في القسوة عن أبي مسلم الخولاني الذي أعمى المرأة من غير ذنب ، والكذب وإن كان محرَّماً لكن ليس الجزاء عليه إعدام صاحبه ، وليس من السهل السائغ أن تستجاب دعوة كلِّ غير معصوم على من عاداه وفيهم من رجال الغضب الثائر مثل أبي مسلم الخولاني ومطرف البصري ، وإلّا لوجب على الأُمّة المستجابة دعوتهم أن تدعو على الكذبة ، وعلى الله أن يجيبهم بقتل رواة هذه القصص ، فتشاد وتعمر بقاعٌ بأجداث كثيرين من الحفّاظ وأئمّة الحديث ورماة القول على عواهنه ، حتى تستريح أُمّة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه السفاسف التي لا مقيل لها من الاعتبار ، ولا لها نهاية.
ـ ١٩ ـ سحابة تظلّ كرز بن وبرة
عن أبي سليمان المكتب ، قال : صحبت كرز بن وبرة إلى مكة فكان إذا نزل أخرج ثيابه فألقاها في الرحل ثم تنحّى للصلاة فإذا سمع رغاء الإبل أقبل ، فاحتبس يوماً عن الوقت ، فانبثَّ أصحابه في طلبه فكنت فيمن طلبه ، قال : فأصبته في وهدة يصلّي في ساعة حارّة وإذا سحابةٌ تظلّه ، فلمّا رآني أقبل نحوي فقال : يا أبا سليمان لي إليك حاجة ، قال : قلت : وما حاجتك يا أبا عبد الله ؟ قال : أُحبُّ أن تكتم ما رأيت. قال : قلت ذلك لك يا أبا عبد الله ، فقال : أوثق لي فحلفت ألّا أُخبر به أحداً حتى يموت.
حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم ( ٥ / ٨٠ ) ، الإصابة ( ٣ / ٣٢١ ).
ـ ٢٠ ـ فقير يجعل الأرض ذهباً
عن الحسن البصري رحمة
الله عليه ، قال : كان بعبادان رجلٌ فقيرٌ أسود يأوي إلى الخرابات فحصل معي شيءٌ فطلبته ، فلمّا وقعت عينه عليَّ تبسّم وأشار بيده إلى الأرض فصارت الأرض كلّها ذهباً تلمع ، ثم قال : هات ما معك. فناولته وهالني أمره