بطن أُمِّه أربعين عاماً أو إلى ما شاء الله.
ثم هل كان المولود في بطن أُمّه أُنثى فأبدله دعاء ابن دينار ذكراً ؟ أو أنّه كان ذكراً ولا صلة للدعاء المذكور به ، وأنَّ الله هو الذي يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ؟ وإنَّ من المقطوع به أنّه في تلك الساعة كان قد أفرزت خلقة المولود وصوّر مثاله فلم يبق فيه بعدُ مجالٌ للتغيّر والتأثّر وأنّه إمّا ذكرٌ أو أُنثى ، فلا محلّ من الإعراب لدعاء ابن دينار ـ وإن كان في بطنها جارية فأبدلها بها غلاماً ـ غير أنّه دعا ، وهل كانت له هذه الدعوة المستجابة بعد الولادة أخذاً بقوله : إنّك تمحو ما تشاء وتثبت ؟ لعلّها له وليس على الله بعزيز ، ولا يُسأل عمّا يفعل ، وهو على كلّ شيء قدير.
ـ ٢٦ ـ ناصبيّ مستجاب الدعوة
قال الجريري سعيد بن إياس المتوفّى ( ١٤٤ ) : كان عبد الله بن شقيق العقيلي أبو عبد الرحمن البصري مجاب الدعوة ، كانت تمرُّ به السحابة فيقول : اللّهمّ لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر. فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر. حكاه ابن أبي خيثمة في تاريخه.
تهذيب التهذيب (١) ( ٥ / ٢٥٤ ).
قال الأميني : لعلّك لا تستبعد إجابة دعوة وليّ من أولياء الله وتراها غير عزيز على المولى سبحانه كرامةً لصالحي عباده ، بيد أنَّ هذه النسبة تبعد من العقيلي بُعد المشرقين بعد ما عرفه الملأ ممّن نصب العداء لسيّد العترة ، قال ابن خراش : كان عثمانيّاً يبغض عليّاً ، وقال أحمد بن حنبل : كان يحمل على عليّ (٢). فأيّ كرامة لابن أُنثى لا يُوالي سيّد العرب أمير المؤمنين فضلاً عن أن يعاديه بعد ما ثبت عن النبيّ الأقدس
___________________________________
(١) تهذيب التهذيب : ٥ / ٢٢٤.
(٢) تهذيب التهذيب : ٥ / ٢٥٤ [ ٥ / ٢٢٤ ]. ( المؤلف )