قال الأميني : وكفى شاهداً على صدق هذه الكرامة عدم وجود أيّ أثر من ذلك المرقد المعظّم اليوم ، وقد جرفته السيول ، وعفت رسمه ، كأن لم يكن ، وغدا حديث أمس الدابر.
ـ ٤٢ ـ الله يزور أحمد كلّ عام
روى ابن الجوزي في مناقب أحمد (١) ( ص ٤٥٤ ) ، قال : حدّثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال : كان قد جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جدّاً قبل دخول رمضان بأيّام ، فنمت ليلة في رمضان فأُريت في منامي كأنّي قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف (٢) أو سافين فقلت : إنّما تمّ هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث فسمعته من القبر وهو يقول : لا بل هذا من هيبة الحقِّ عزَّ وجلَّ لأنَّه عزَّ وجلَّ قد زارني ، فسألته عن سرِّ زيارته إيّاي في كلِّ عام ، فقال عزَّ وجلَّ : يا أحمد لأنّك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب. فأقبلت على لحده أُقبّله ثم قلت : يا سيّدي ما السرُّ في أنّه لا يقبّل قبر إلّا قبرك ؟ فقال لي : يا بنيَّ ليس هذا كرامة لي ، ولكن هذا كرامة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنَّ معي شعرات من شعره صلىاللهعليهوآلهوسلم ألا ومن يحبّني يزورني (٣) في شهر رمضان. قال ذلك مرّتين.
مرّت في زيارة إمام الحنابلة أحمد في الجزء الخامس ( ص ١٩٧ ـ ٢٠١ ) لدة هذه من آيات الغلوّ. فراجع ويا حبّذا لو صدقت الأحلام.
___________________________________
(١) مناقب أحمد : ص ٦٠٧ باب ٩٢.
(٢) الساف والسافة : الصف من الطين أو اللبن جمع آسف وسافات. ( المؤلف )
(٣) في المصدر : لم لا يزورني.