الأُمّة المسلمة ، وتسوِّد صحيفة تاريخها عند الأُمم ، وتضحك الملأ على عقليّة أُولئك المؤلّفين الذين جُمِعت بيراعهم أشتاتُ التاريخ الإسلاميّ.
ـ ٥٣ ـ سهل وجبل قاف
عن سهل بن عبد الله ، قال : صعدت جبل قاف فرأيت سفينة نوح مطروحة فوقه. وقيل لأبي يزيد رضياللهعنه : هل بلغت جبل قاف ؟ فقال : جبل قاف أمره قريبٌ بل جبل كاف وجبل صاد وجبل عين ، وهي محيطةٌ بالأرض ، حول كلّ أرض جبل بمنزلة حائطها ، وجبل قاف بهذهِ الأرض وهي أصغر الأرضين ، وهو أيضاً أصغر الجبال ، وهو جبل من زمرّدة خضراء وقيل : إنّ خضرة السماء من خضرته. وروي : أنَّ الدنيا كلّها خطوةٌ للوليِّ. وحكي : أنَّ وليّاً من أولياء الله تعالى احتاج إلى النار فرفع يده إلى القمر فاقتبس منه جذوة في خرقة كانت معه (١).
قال الأميني : حقّاً قيل : الجنون فنون. وايم الله يميت القلب ويجلب الهمّ ضياع التاريخ الإسلاميّ بيد هؤلاء المشعوذين الذين شوّهوا صحائفه بأمثال هذه الترَّهات التي لم يُخلق مثلها في أساطير الأوّلين.
ـ ٥٤ ـ وحشيّ أتى بماء الوضوء
قال سهل بن عبد الله رضياللهعنه : أوّل ما رأيت من العجائب والكرامات أنّي خرجت يوماً إلى موضع خالٍ فطاب لي المقام فيه ، فوجدت من قلبي قرباً إلى الله تعالى ، وحضرت الصلاة وأردت الوضوء ، وكانت عادتي من صباي تجديد الوضوء لكلِّ
___________________________________
(١) روض الرياحين لليافعي : ص ١٧٢ [ ص ٣٦٢ رقم ٣٨٧ ]. ( المؤلف )