ـ ٦٥ ـ اللامشي يسجد على أرض النهر
قال السمعاني : سمعت أبا بكر الزاهد السمرقندي يقول : بتُّ ليلة مع الإمام اللامشي ـ الحسين بن علي أبي عليّ الحنفيّ المتوفّى ( ٥٢٢ ) ـ في بعض بساتينه ، فخرج من باب البستان نصف الليل ومرَّ على وجهه فقمت أنا وتبعته من حيث لا يعلم ، فوصل إلى نهر كبير عميق ، وخلع ثيابه ، واتّزر بمئزر وغاص في الماء ، وبقي زماناً لا يرفع رأسه فظننت أنّه غرق فصحت وقلت : يا مسلمون غرق الشيخ. فإذا بعد ساعة قد ظهر وقال : يا بنيَّ لا نغرق. قلت : يا سيّدي ظننت أنَّك غرقت ، فقال : ما غرقت ولكن أردت أن أسجد لله سجدة على أرض [ هذا ] (١) النهر ، فإنَّ هذه أرضٌ أظنُّ أنَّ أحداً ما سجد لله عليها سجدة. الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة (٢) ( ١ / ٢١٥ ).
مرحى بالسخافة وزهٍ بمستسخف الناس الذين يخضعون لأمثال هذه السفاسف ، وحيّا الله هذه النَفْس التي لم يأخذ بخناقها انقطاع النَفَس طيلة تلك المدّة تحت الماء ، وليس ذلك من خرافة القصّاصين بعجيب ، ولا عجب فإنَّ المغالاة في الحبِّ يستسهل وقوع ما يحيله العقل.
ـ ٦٦ ـ الطلحي يستر سوأته بعد موته
أخرج ابن الجوزي وابن كثير بالإسناد عن أحمد الأسواري وكان ثقةً ، وهو تولّى غسل إسماعيل بن محمد الحافظ (٣) أنّه قال : أراد أن ينحِّي الخرقة عن سوأته
___________________________________
(١) من المصدر.
(٢) الجواهر المضيّة : ٢ / ١٢١ رقم ٥١٠.
(٣) أبو القاسم الطلحي الشافعي من أهل أصبهان ، قال ابن الجوزي : إمام في الحديث والتفسير واللغة ، حافظ متقن ديّن ، ولد ٤٥٩ وتوفي بأصبهان سنة ٥٣٥. ( المؤلف )