وقد سمعت كراماته الظاهرة في العناصر الأربعة في الجزء الثامن (١) ( ص ٨٣ ـ ٨٧ ) الطبعة الأولىٰ ، هكذا يخلق أو يختلق الغلوّ في الفضائل ، وافقت العقل أم لم توافق.
ـ ٦٨ ـ كرامة لابن مسافر الأموي
قال عمر بن محمد : خدمت الشيخ عديّ ـ بن مسافر الشاميّ الأمويّ المتوفّى ( ٥٥٧ ، ٥٥٨ ) ـ سبع سنين شهدت له فيها خارقات ، أحدها : أنِّي صببت على يديه ماءً فقال لي : ما تريد ؟ قلت : أُريد تلاوة القرآن ولا أحفظ منه غير الفاتحة وسورة الإخلاص ، فضرب بيده في صدري فحفظت القرآن كلّه في وقتي ، وخرجت من عنده وأنا أتلوه بكماله.
شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (٢) ( ٤ / ١٨٠ ).
قال الأميني : ليت هذا الامويّ أدرك عهد الخليفة الثاني فيضرب بيده في صدره فلا يتجشّم ـ بمقاساة الشدّة ـ حفظ سورة البقرة في اثني عشر عاماً. لكنّه لم يدرك.
وليت شعري هل كان يرضخ راوي هذه الأُسطورة لها لو كان صاحبها علويّاً ؟ أو أنَّ رضوخه قصرٌ على الأمويِّ فحسب ؟
وذكر ابن العماد أيضاً في شذرات ذهبه (٣) نقلاً عن اليونيني ـ الآتي ذكره ـ قال : قال لي عديّ بن مسافر يوماً : اذهب إلى الجزيرة السادسة بالبحر المحيط تجد بها مسجداً فادخله ترَ فيه شيخاً ، فقل له : يقول لك الشيخ عديّ بن مسافر : احذر الاعتراض ولا تختر لنفسك أمراً ليست لك فيه إرادة. فقلت : يا سيّدي وأنّى لي
___________________________________
(١) راجع ٨ / ١٢٢ ـ ١٢٧ من هذه الطبعة.
(٢) شذرات الذهب : ٦ / ٣٠١ حوادث سنة ٥٥٧ هـ.
(٣) المصدر السابق.